يستحضرني يوم 30 يناير 2011 عندما كنت مسافراً إلى المنيا بالقطار
وعندما وصلت المحطة علمت بتوقف حركة القطارات نظراً لأننا كنا في قمة احداث ثورتنا المجيدة
أروع مشهد رأيته
المئات من الركاب "مصريين وأجانب" في حالة من الأنتظار الغير مفهومة لديهم
لا يعرفوا ماذا يفعلوا
في أثناء كل هذا أرى عمال مقهى المحطة وهم في كامل زيهم "القميص، البنطال، البيبيون، والصديري" في قمة الإنسانية والأناقة
الكل لم يذهب إلى عمله او يتحرك من بيته
لكن هم مصرين على تنفيذ عملهم وخدمة الكل بإبتسامة رقيقة نابعة من القلب
رغم كل ما كان يمر به الوطن في تلك الأيام
اليوم رأيتهم بكامل حلتهم ونشاطهم وإبتسامتهم
لكني كنت أنظر هناك في آخر المقهى
رأيته يسرق النظرات
يخشى الإبتسامة
يتلفت كثيراً
وأنا أيضاً أخشى نفس النظرات
يأتي الجرسون بإبتسامته المعهودة
يضع فنجان القهوة وينصرف مبتسماً
بدأت بالكتابة كي نختلس النظرات في سياق أدبي
كي أتأكد إذا كان ينظر أم لا
يتحرك على مقعده كأن شيئاً يوتره
تم النداء على القطار في المذياع
لم يتحرك!
وصل القطار
لحسن الحظ لم يكن قطاري... لم يكن قطارنا
يزداد توتراً
إختلاس أكثر للنظرات
يدفع الحساب
يتحرك نحوي
يتخطاني ويذهب إلى الجرسون
من الواضح ان هناك غلط في الحساب
يجلس مكانه مرة آخرى
أمامي لكن بعيد
ذهب خارج المقهى وترك حقيبته
ذهب بعيداً
عاد!
يتحدث مع بعض الاشخاص على الطاوله المجاوره له
يالها من إبتسامة... تتخللها نظرة سريعه خاطفة
حتى الأن لم أتأكد بعد
لم أعد أهتم... هذا أنا
لقد هويت لعبة توثيق اللحظة وصارت لي أهم منه الأن
أشعل سيجارة وأنتظر المزيد من الأحداث والنظرات
دقائق من الفراغ وأنا أدخن سيجارتي
أطفئ السيجارة
وصل القطار!
تحركنا سوياً لنفس القطار
لكن
بيني مقعدي ومقعده 5 عربات
هل سنلتقي في محطة الوصول؟!