عدت إلى غرفتي، عدت إليّا
توقفت للحظات عندما دخلت وقررت أن أعبث بما فيها
لم أدخلها منذ 9 أشهر
المنيا محبوبتي ، النيل صديقي، الجبل معرفتي
أحب التطلع فيها دائماَ، أعشق تفاصيلها، ولكن أحسست بها عندما هجرتها
عبثت بغرفتي وقررت أن أعبث بطفولتي
أمسكت كتبي القديمة فوجدته، وجدته كما هو لاغبار عليه
أنه كتاب "أنا أنمو وأكبر" لا أحب محتواه وكثيراً كنت أحاول قراءته لكن دائماَ أشعر بملل
لكن اسمه وغلافه هما ما جعلاه مهماَ بالنسبة لي
غلافه به أطفال يمتطون طائراً ملون بألوان قوس قزح المبهجة ويطير إلى أعلى
أنا أنمو وأكبر
دائماً أحب أن ألعب هذه اللعبة
عندما أقراء كتاباً وأتركه فتره، أعود إليه وأغمض عيناي وأفتحه
لأجد نفسي أمام جمله تأخذني إلى عالمٍ بعيدٍ
هذه المرة فتحت كتابي ولكن وجدت صفحتان فارغتان
لايوجد بهما شيئاً
توقفت، سكت، صدمت، فتأملت
هذا هو الوقت وهذه هي المساحة التي يعطيها لي كتابي كي أنمو وأكبر
فكرت بكل ما مضى من حياتي منذ أخر مرة فتحت فيها كتابي
كنت صغيراً، كنت تسع سنوات
ياله من عمرٍ يمر
لم أكن أدرك إني لم أفتحه طوال هذه السنوات، كي آراه وأعرف أنه موجود
هل قرر أن يبلغني رسالة؟ أن يقول لي توقف! أن تراجع ما فاتك كي ترى أمامك؟
حقاً لاأعرف لكن ما أعرفه أنه ناداني
وها أنا ألبي النداء
ها أنا... أنمو وأكبر
تركت المنيا بشكل جزئي منذ دراستي بالجامعة، وتركت غرفتي وأشيائي
لكن منذ سنتين أصبحت ضيف غرفتي
أنها عالمي الخاص
تكونت شخصيتي الخفية التي لم تظهر خارجها إلا عندما تركتها
لم يدرك أحد ما حدث
حتى أنا لم أكن أدرك
وعندما أدركت إشتقت إليها
ياااااااااااااه تفاصيل كثيرة
حب، حزن، بكاء، فرح، استكشاف، مرح، لعب، حنين، خيال، أحلام، متعة
الكثير والكثير
فها أنا أقرر العودة ولكن بشكل جزئي
لأني أنمو وأكبر
وأنطلق في ذاتي داخلياً وخارجياً
كي أنمو وأكبر
شكراً لك يا كتابي
شكراً لك يا غرفتي
لقد عرفت كيف أتحرك تجاهي من خلالكما
أتأمل... أتعلم... أعيش
13/11/2010
النيل - المنيا