Sunday, January 29, 2012

شوية أحاسيس 11 هكذا مات جدي !

انه اول يوم بعد مرور 25 سنة من عمري
هكذا مات جدي!
صباحا
تناول فطوره وشرب قهوته ومات
جدي الحبيب
لم يكمل عامة 78
بصحة جيدة وبكل هدوء تركنا
كعادته
لم يطلب مساعدة من احد طيلة حياته
المدير العام بمصلحة الري
حازم وحنون
يدبر اموره دائماً بنفسه
ويتدبر امورنا ايضاً
قمت بزيارته منذ اسبوعين
في وقت الغذاء
كان يطهو، اكلنا سوياً
تحدثنا عن العائلة وعملي
سألني على أخوتي وابي وامي والعائله واخبارهم
اطمئن عليهم
شربنا الشاي
تحدثنا عن الوضع الراهن سياسياً وعن الانتخابات
ﻻنه يريد ان يشارك
جدي من اهم الشخصيات التي اثرت خيالي عندما كان يحكي لي انا وابناء عمومتي قصصاً له في شبابه وطوال حياته
كان يحكي لنا ونحن صغاراً
ظل يحكي حتى الاسبوع الماضي في الهاتف كان يطمئن علىّ عندما بدء العنف من جديد في التحرير
كان منطلقاً يذهب هنا وهناك
يسافر كثيراً
جدي اصوله من اسوان لكنه ولد بالاسماعيليه وعمل بها فترة في مجال الانشاءات والمقاوﻻت وتركها هو وعائلته اثناء الحرب وذهب إلى قنا ومن ثم إلى المنيا عمل بالري
سافر كثيرا داخل مصر والسودان عندما كانوا بلداً واحداً
يعرف الكثير عن خبايا البلدين وثقافتهما
عرفت معه معنى النيل
جسده نحيلاً ضعيفاً
لكن شخصيته تدل على انسان اقوى من اي جبل رأيته
رقيق كان ﻻيستحى البكاء عندما يشعر بحزن او آسى
انا اول حفيد ذكر له
احببني كثيرا وكنت اعلم
افتقده، لكن هدوءه الدائم وصمته الذي يحمل معانٍ كثيرة
يصبرني على فراقه
انه فكرة والافكار ﻻتفنى بل الاجساد هي التي تفنى
تأملي في الفكرة دائماً سيحيها تماماً كما فعلت عندما فقدت اثنين من اعز اصدقائي منذ ثلاث سنوات لم اشتاق إليهم ﻻني اتأملهم وهم مازلوا احياء داخلى ومعي دائماً
هكذا جدي
حيٌ بداخلي
شكرا لك
تعلمت منك الصمت والهدوء الذي يحمل اقوى معاني
كما الكون تماماً يتحرك بنظام وصمت وهدوء
يتكلم قليلاً ولكن كلامه عميق ومباشر وواضح
ها أنا اتأملك
فأنت حيٌ فيّا
أشتاق لحضنك وصوتك
اشتاق لك مادياً
لكن انت فيّا الان ومعي دائماً
وداعاً جدي مادياً
مرحباً بالفكرة

إلى اللقاء

22 ديسمبر 2011

No comments:

Post a Comment