Sunday, January 29, 2012

شوية أحاسيس 12 عندما توقف الابداع، عن الذات والعمل

لقد بدأت حياتي الوظيفيه بعد تخرجي مباشرة في بداية عام 2008

لقد كانت تجربة مهمة بالنسبة لي

روتين يومي
راتب شهري ثابت
خدمات صحية عالية الجودة
مظهر إجتماعي لائق
رضا الاهل والاقارب
حياة نمطية

لكن اتذكر آخر مرة قمت بعمل ابداعي فكري وفني كامل
كان في عام 2007

ومن وقتها لم اقم إلا بأفكار لأعمال
انجزت بواسطة آخريين او لم تنجز من الاساس

نفس المشكلة واجهت بعض اصدقائي
قمنا بتأسيس شركة انا وبعض الاصدقاء
لخلق مساحة لكي نبتكر ونبدع

ولكن

نتوقف دائماً عند نقطة كيف سنعيش ونقتات من ابداعنا

مازلت في روتين الوظيفه التي لم اقدر على التخلص منه حتى الان
حاولت كثيرا لم امكث بوظيفه اكثر من سنة وذلك لظروف تتعلق بي شخصياً وبأرباب العمل
الذين يدّعون اكثر مما يطبقون

سافرت للخارج للعمل
نفس السيناريو

لا انكر انني تعلمت كثيراً بعض التقنيات اللوجستيه والإدارية والاجتماعية والانسانيه
رأيت اصنافاً من البشر، عجب!

دائماً يصفوني بإني مبتكر ومبدع في كل الوظائف التي عملت بها
ولكن يوقفوني لان إبداعي
احياناً يتعارض مع
سياسات عامة
مواقف شخصية
قوانين عقيمة
مبادئ لايمكن التنازل عنها
ارضاء غرور بعض الاشخاص على حسابي

للاسف انا اعمل في مجال المجتمع المدني حيث المرجعية هي مرجعية حقوقية ولكن الواقع غير ذلك

اعرف ان لدي إلتزامات لا يمكنني العيش بدونها

ايجار شقتي
فاتورة الهاتف
الانترنت
الحياة الاجتماعية التي للأسف مكلفة بعض الشئ

لكن مع كل ذلك توقف الابداع

اريد ان ألعب
اريد ان اسبح في عقلي

اريد ان اتحرر من سيطرة المادة التي تتحكم فيّا بشكل كبير

في السابق كنت افكر ان المشاكل تكون بسبب غباء شخصي
انا اعرف نفسي جيداً
ولا أبرر لنفسي

حقاً لايمكنني ان اتنفس ضد مبادئي

تائه حقاً

لكن هذه المرة عندما اقرر سيكون القرار مصيري

لا للوظيفة الثابته

فأنا كالطير الذي لا يمكنه ان يمكث على نفس الشجرة طيلة حياته

متى سأخذ القرار؟!
قريباً؟!

ام انني سأنساق مع التيار المادي الجارف؟!

ها هي آخر محاولة والتي قد تستمر حتى نهاية العام الحالي

فأمامي 6 أشهر كي أقرر

الانسياق أم التحرر

*تباً - طبقاً لمعايير الترجمة

شوية أحاسيس 11 هكذا مات جدي !

انه اول يوم بعد مرور 25 سنة من عمري
هكذا مات جدي!
صباحا
تناول فطوره وشرب قهوته ومات
جدي الحبيب
لم يكمل عامة 78
بصحة جيدة وبكل هدوء تركنا
كعادته
لم يطلب مساعدة من احد طيلة حياته
المدير العام بمصلحة الري
حازم وحنون
يدبر اموره دائماً بنفسه
ويتدبر امورنا ايضاً
قمت بزيارته منذ اسبوعين
في وقت الغذاء
كان يطهو، اكلنا سوياً
تحدثنا عن العائلة وعملي
سألني على أخوتي وابي وامي والعائله واخبارهم
اطمئن عليهم
شربنا الشاي
تحدثنا عن الوضع الراهن سياسياً وعن الانتخابات
ﻻنه يريد ان يشارك
جدي من اهم الشخصيات التي اثرت خيالي عندما كان يحكي لي انا وابناء عمومتي قصصاً له في شبابه وطوال حياته
كان يحكي لنا ونحن صغاراً
ظل يحكي حتى الاسبوع الماضي في الهاتف كان يطمئن علىّ عندما بدء العنف من جديد في التحرير
كان منطلقاً يذهب هنا وهناك
يسافر كثيراً
جدي اصوله من اسوان لكنه ولد بالاسماعيليه وعمل بها فترة في مجال الانشاءات والمقاوﻻت وتركها هو وعائلته اثناء الحرب وذهب إلى قنا ومن ثم إلى المنيا عمل بالري
سافر كثيرا داخل مصر والسودان عندما كانوا بلداً واحداً
يعرف الكثير عن خبايا البلدين وثقافتهما
عرفت معه معنى النيل
جسده نحيلاً ضعيفاً
لكن شخصيته تدل على انسان اقوى من اي جبل رأيته
رقيق كان ﻻيستحى البكاء عندما يشعر بحزن او آسى
انا اول حفيد ذكر له
احببني كثيرا وكنت اعلم
افتقده، لكن هدوءه الدائم وصمته الذي يحمل معانٍ كثيرة
يصبرني على فراقه
انه فكرة والافكار ﻻتفنى بل الاجساد هي التي تفنى
تأملي في الفكرة دائماً سيحيها تماماً كما فعلت عندما فقدت اثنين من اعز اصدقائي منذ ثلاث سنوات لم اشتاق إليهم ﻻني اتأملهم وهم مازلوا احياء داخلى ومعي دائماً
هكذا جدي
حيٌ بداخلي
شكرا لك
تعلمت منك الصمت والهدوء الذي يحمل اقوى معاني
كما الكون تماماً يتحرك بنظام وصمت وهدوء
يتكلم قليلاً ولكن كلامه عميق ومباشر وواضح
ها أنا اتأملك
فأنت حيٌ فيّا
أشتاق لحضنك وصوتك
اشتاق لك مادياً
لكن انت فيّا الان ومعي دائماً
وداعاً جدي مادياً
مرحباً بالفكرة

إلى اللقاء

22 ديسمبر 2011