Friday, September 30, 2011

شوية أحاسيس 9 محطة مصر - القاهرة

يستحضرني يوم 30 يناير 2011 عندما كنت مسافراً إلى المنيا بالقطار
وعندما وصلت المحطة علمت بتوقف حركة القطارات نظراً لأننا كنا في قمة احداث ثورتنا المجيدة
أروع مشهد رأيته
المئات من الركاب "مصريين وأجانب" في حالة من الأنتظار الغير مفهومة لديهم
لا يعرفوا ماذا يفعلوا

في أثناء كل هذا أرى عمال مقهى المحطة وهم في كامل زيهم "القميص، البنطال، البيبيون، والصديري" في قمة الإنسانية والأناقة
الكل لم يذهب إلى عمله او يتحرك من بيته
لكن هم مصرين على تنفيذ عملهم وخدمة الكل بإبتسامة رقيقة نابعة من القلب
رغم كل ما كان يمر به الوطن في تلك الأيام

اليوم رأيتهم بكامل حلتهم ونشاطهم وإبتسامتهم
لكني كنت أنظر هناك في آخر المقهى
رأيته يسرق النظرات
يخشى الإبتسامة
يتلفت كثيراً

وأنا أيضاً أخشى نفس النظرات

يأتي الجرسون بإبتسامته المعهودة
يضع فنجان القهوة وينصرف مبتسماً

بدأت بالكتابة كي نختلس النظرات في سياق أدبي
كي أتأكد إذا كان ينظر أم لا

يتحرك على مقعده كأن شيئاً يوتره

تم النداء على القطار في المذياع

لم يتحرك!

وصل القطار

لحسن الحظ لم يكن قطاري... لم يكن قطارنا

يزداد توتراً
إختلاس أكثر للنظرات

يدفع الحساب
يتحرك نحوي

يتخطاني ويذهب إلى الجرسون
من الواضح ان هناك غلط في الحساب

يجلس مكانه مرة آخرى

أمامي لكن بعيد

ذهب خارج المقهى وترك حقيبته
ذهب بعيداً

عاد!

يتحدث مع بعض الاشخاص على الطاوله المجاوره له

يالها من إبتسامة... تتخللها نظرة سريعه خاطفة

حتى الأن لم أتأكد بعد

لم أعد أهتم... هذا أنا

لقد هويت لعبة توثيق اللحظة وصارت لي أهم منه الأن

أشعل سيجارة وأنتظر المزيد من الأحداث والنظرات

دقائق من الفراغ وأنا أدخن سيجارتي

أطفئ السيجارة

وصل القطار!

تحركنا سوياً لنفس القطار

لكن

بيني مقعدي ومقعده 5 عربات

هل سنلتقي في محطة الوصول؟!

Friday, September 23, 2011

شوية أحاسيس 8 على متن الطائرة - إلى بيتي

Goodbye Turkey... Goodbye Myself

التجربة كانت تحتاج إلى قدرٍ عالٍ من الشجاعة
ها أنا لها، ها أنا لذاتي
نعم لقد تركتني اسبح في أعماقي
أسبح معتري تماماً
بدون أي أقنعة قد تكون شفافة أحياناً
سبحت في ذاتي اللامنتهية، الممتعة
لكن هذه المرة تركت نفسي للتيار كي يأخذني إلى مايريد
ما تريده نفسي
إكتشفت كثيراً، تحررت أكثر
فأنا لازلت "أنمو وأكبر"
إكتشفت الكثير خلال إبحاري في ذاتي
الكثير الرائع المتصالح

من أول يوم لم أكن أدركه
لكن هو الذي أدركني
ولكنه - أحياناً - يخاف الإبحار والبحر
هكذا تحركت وهكذا أبحرت
شكراً!

قلت من قبل
"أنا الكامل المكتسي، المهترئ العاري"
قلتها قبل سنة
لكن الأن
"أنا الكامل العاري"
قيودي لم تكن بهذه الصعوبة كي تحتاج أن تنفك
لقد كانت حقاً "نفخة الحرية"
أحببتهم كثيراً
أرتبط بهم أكثر
أتمنى أن ندوم دائماً

لا أعرف لماذا منذ فتره ليست بقليلة
لم أراني
أشتاق إليّا
هل هو هروب، كسل، أم مجرد إنشغال؟!
أتمنى أن يكون إنشغال :)
لكن أحياناً أنا معه
هنييئاً لنا سوياً
كم أحبني وكم أستمتعت بصحبتي هذه الرحلة

ذهبت بدون توقع
كان ذلك أفضل توقع
إرتبطنا بخيط إنساني
أحببتكم جميعاً
أفتقدكتم
نحن حقاً عائلة
عائلة السعادة والتصالح
هذه المنح التي أوقات كثيرة ننساها ونعتقد أنها سبب تعاسة في بعض الأحيان
مختلفين ومتحابين
مبدعين ورائعين
أحبكم

بعد لقاءنا قررت العودة إلى بيتي كي أكتب
لكن تذكرت ما وعدت نفسي به
"أنا أسبح وأنمو وأكبر"
سبحت لكن هذه المرة في مياه قوية وعميقة
تصديت للأمواج
إستمتعت بركوبها
حملت ذاتي وأنطلقنا
ما أجملنا سوياً

توقفت عن الكتابة
أكلت
نمت
وصلت بيتي

18-9-2011